حلوان. فقالت: أعيذك بالله أن تكون النحس. قال: وما ذاك؟ قالت: قول الشاعر فيهما:
أسعِدَانِي يَا نَخلَتَيْ حُلْوَانِ، ... وَابكِيا لي من رَيبِ هذا الزّمَانِ
وَاعْلَمَا، إنْ بَقِيتُمَا، أنّ نَحساً ... سَوْفَ يَأتِيكُما، فَتَفتَرِقَانِ
فقال: لا أقطعهما أبداً، ووكل بهما من يحفظهما.
أخبرنا أبو القاسم علي بن أبي علي قراءة عليه، حدثني أبي، أخبرني أبو الفرج علي بن الحسين بن الأصفهاني، حدثني جعفر بن قدامة، حدثني أبو العيناء قال: كنت أجالس محمد بن صالح بن عبد الله بن حسن بن علي بن أبي طالب، وكان حمل إلى المتوكل أسيراً، فحبسه مدة، ثم أطلقه، وكان أعرابياً فصيحاً محرماً، فحدثني قال: حدثني نمير بن قحيف الهلالي، وكان حسن الوجه حيياً، قال: كان منا فتىً يقال له بشر بن عبد الله، ويعرف بالأشتر. وكان يهوى جاريةً من قومه يقال لها جيداء، وكانت ذات زوج، وشاع خبره في حبها، فمنع منها، وضيق عليه، وذكر قصة الأشتر مع جيداء على نحو ما في الخبر الذي قبل هذا الجزء فكرهت إعادتها لأن المعنى واحد.