خَلَوْنَ، وقد غابَتْ عُيُونٌ كَثيرَةٌ، ... مِنَ اللاّءِ قَد يَهوَينَ أنْ يَتَغَيَّبَا
فَبُحنَ بمَا يُخفِينَ من لاعجِ الهَوَى، ... معاً، واتّخّذنَ الشّعرَ مَلهىً وَمَلعَبا
عَجبتُ له إذ زَارَ في النّوْمِ مضجعي، ... ولَوْ زَارَني مُستَيقظاً كَانَ أعْجَبَا
أخبرنا محمد بن الحسين، حدثنا المعافى بن زكريا، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي، حدثنا أحمد بن يحيى عن أبي عبد الله القرشي قال: خرج عمر بن أبي ربيعة إلى الجباب، حتى إذا كان بالجباب لقيه جميل بن معمر، فاستنشده عمر بن أبي ربيعة، فأنشده كلمته التي يقول فيها:
خَلِيليّ في ما عِشتُما هَلْ رَأيتُما ... قَتيلاً بكَى من حبّ قاتِلِهِ قَبلي
ثم استنشده جميل، فأنشده قافيته التي أولها:
عَرَفتُ مَصيفَ الحَيّ وَالمُترَبَّعَا
حتى بلغ إلى قوله:
وَقَرّبنَ أسبَابَ الهَوَى لمُتَيَّمٍ ... يَقيسُ ذرَاعاً قِسنَ إصْبَعَا
فصاح جميل واستحيا، وقال: لا والله ما أحسن أن أقول مثل هذا. فقال له عمر: اذهب بنا إلى بثينة لنتحدث عندها؟ فقال له: إن الأمير قد أهدر دمي متى جئتها، قال: دلني علي أبياتها؟! فدله، ومضى حتى وقف على الأبيات، وتأنس، وتعرف، ثم قال: يا جارية أنا عمر بن أبي ربيعة، فأعلمي بثينة مكاني! فأعلمتها، فخرجت إليه فقالت: لا والله يا عمر! ما أنا من نسائك اللاتي تزعم أن قد قتلهن الوجد بك. قال: