يديه، فإذا فيها مائة دينار، وليس فيها غيرها، فردت في الظبية ثم قال: عتيدتي التي فيها طيبي! فأتي بها، فقال: ملحفة فراشي! فأتي بها، فصير ما في الظبية وما في العتيدة في حواشي الملحفة، وقال لي: شأنك بهواك، واستعن بهذا عليه.
قال فقال أمير المؤمنين: فذاك حين تقول ماذا؟ فقال:
أيا خالداً! أعني سعيدَ بنَ خالدٍ ... أخا العُرْفِ لا أعني ابنَ بنتِ سعيدِ
وَلكِنّني أعني ابنَ عائِشَةَ الّذي ... أبُو أبَوَيْهِ خَالِدُ بنُ أَسيدِ
عقيدُ الندى ما عاشَ يَرْضَى به الندى ... فإنْ ماتَ لم يرضَ النّدَى بعَقيدِ
دَعوهُ دَعُوهُ إنّكم قد رَقَدتُمُ، ... وَما هوَ عن أحسابكمْ برَقُودِ
قال: فقال: يا غلام علي بسعيد بن خالد! فأتي به، فقال: يا سعيد! أحق ما وصفك به موسى؟ قال: وما هو، يا أمير المؤمنين؟ فأعاد عليه، فقال: قد كان ذلك، يا أمير المؤمنين. قال: فما طوقك ذاك؟ قال: الكلف. قال: فما حملتك الكلف؟ قال: دين، والله يا أمير المؤمنين، ثلاثين ألف دينار، قال: قد أمرت لك بها وبمثلها وبمثلها، وثلث مثلها.
فلقيت سعيد بن خالد، بعد حين، فأخذت بعنان دابته، فقلت: بأبي وأمي! ما فعل المال الذي أمر لك بن سليمان أمير المؤمنين. قال: ما علمك به؟ قال: كنت حاضر المجلس يومئذ. قال: والله ما استطعت أن أملك منه ديناراً ولا درهماً، قال: فما اغتاله؟ قال: خلةٌ من صديق أو فاقةٌ من ذي رحم.