بَاتَ يُرِينِيهَا هِلالُ الدُّجَى، ... حَتى إذَا غَابَ أرَتْنِيهِ.
وطرح الشعر على المغنية فلقنته وغنتنا فيه، وشربنا القدح، وانصرفنا، فلما كان من الغد، وحضرنا المائدة، وهي معنا، فاتحناه بما كان فحلف أنه لم يشعر بما جرى، ولا بالشعر، واستدعى دفتره، فأثبت البيتين فيه.
أنبأنا القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي عن أبي الحسن بن نصر بن الصباح لعمرو الوصافي:
لهفي على سَاكِنِ قَصرِ السَّرَاه ... نَغّصَ حُبيِّهِ عليّ الحَيَاهْ.
مَا يَنْقَضي من عَجَبٍ فِكرَتي ... في قِصّةٍ فَرّطَ فِيهَا الوُلاهْ.
تَرْكُ المُحِبّينَ، بِلا حَاكِم ... لمْ يَنْصِبُوا للعَاشِقِينَ القُضَاهْ.
لَقَدْ أتَاني خَبَرٌ سَاءَني ... من قَوْلها في السرّ: وَاخَجلتاهُ.
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل الأزجي سنة أربعين وأربعمائة، أخبرنا أبو الحسن علي بن جعفر السيرواني بمكة حكى عن الجنيد أنه قال: أعرف من قتلته المحبة، ولم يعرف المحبة، ثم قال: كيف؟ فقلنا: يقول الشيخ! فقال: قتله ما خبئ فيها.