وأحسن ابن الرومي في هذا المعنى قوله:
وَحَدِيثُهَا السّحرُ الحَلالُ لَو أنّهُ ... لمْ يَجْنِ قَتْلَ المُسْلِمِ المُتَحَرِّزِ.
إنْ طالَ لم يُملَلْ، وَإنْ هيَ أوْجَزَتْ ... وَدَّ المُحَدَّثُ أنّهَا لم تُوجِزِ.
شَرَكُ العُيُونِ، وَفِتنَةٌ مَا مِثْلُهَا ... للمُطْمَئِنّ، وَعُقْلَةُ المُسْتَوْفِزِ.
قال: وأنشدني بعض أصحابنا لبسار:
وَكَأنّ حُلْوَ حَدِيثِهَا، ... قِطَعُ الرّياضِ كُسينَ زَهرَا.
وَكَأنّ تَحْتَ لِسَانِهَا ... هَارُوتَ يَنفُثُ فيه سِحرَا.
وَتَخَالُ مَا جُمِعَتْ عَلَيْ ... هِ ثِيَابُهَا ذَهَباً وَعِطْرَا.
وَكَأنّهَا بَرْدُ الشّرَا ... بِ صَفا وَوَافَقَ مِنْك فِطْرَا.
أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال: أنشدني أبو عبد الله بن حجاج لنفسه:
قالوا: غَدَا العِيدُ فاستَبشِرْ به فرَحاً! ... فقلتُ: ما لي وَما للعيدِ وَالفَرَحِ.