مصارع العشاق (صفحة 236)

خير مبيت، فلما أصبحت أرسلت إلي تقول: كيف مبيتك؟ قلت: خير مبيت، والله ما رأيت أكرم منك ولا شرف من فعالك، قالت: فإن لي إليك حاجة، تمضي حتى تأتي ذلك الدير، دير أشارت إليه منتح، فإن فيه ابن عمي، وهو زوجي، قد غلبت عليه نصرانية في ذلك الدير، فهجرني ولزمها، فتنظر إليه وتخبره عن مبيتك، وعما قلت لك، فقلت: أفعل، ونعمى عين.

فخرجت حتى انتهيت إلى الدير، وإذا أنا برجل في فنائه جالس كأجمل ما يكون من الرجال، فسلمت، فرد وسألني، فأخبرته من أنا، وأين بت، وما قالت لي المرأة. فقال: صدقت! أنا رجل من قومك من آل الحارث بن الحكم، ثم صاح: يا قسط! وتلك أروى، وأنا الذي أقول:

تَبَدّلتُ قِسْطاً بَعدَ أرْوَى وَحُبِّهَا، ... كَذَاكَ لعَمرِي الحُبّ يَذهبُ بالحُبّ.

صوفي سيئ الحال

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بمصر بقراءتي عليه في سنة خمس وخمسين وأربعمائة، قال: حدثنا أبو صالح محمد بن أبي عدي السمرقندي الصوفي قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن القاسم بن أليسع قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمرو الدينوري قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن عبد الله الصوفي قال: قال أبو حمزة الصوفي: كان عبد الله بن موسى من رؤساء الصوفية ووجوههم، فنظر إلى غلام في بعض الأسواق فبلي به، وكاد يذهب عقله عليه صبابةً وحباً له، وكان يقف في كل يوم على طريقه حتى يراه إذا أقبل، وإذا انصرف،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015