أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصوري الحافظ فيما أذن لنا في روايته قال: أخبرنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ قال: حدثني جعفر بن هارون بن رياب قال: حدثني عبد الله بن أبي سعد قال: حدثنا يزيد بن محمد بن المهلب بن المغيرة المهلبي قال: حدثني عبد الصمد بن المعذل عن أبيه عن جده غيلان بن الحكم قال: وفد علينا ذو الرمة، ونحن بكناسة الكوفة، فأنشدنا قصيدته الحائية فلما انتهى إلى قوله:
إذا غَيّرَ النّأيُ المحبّينَ لم يَكَدْ ... رَسيسُ الهوَى من حُبّ مَيّةَ يبرَحُ.
قال له ابن شبرمة: أراه قد برح. ففكر ثم قال: لم أجد.
رسيس الهوى من حب مية يبرح.
فرجعت بحديثهم إلى أبي الحكم البحتري، من المختار، فقال: أخطأ ابن شبرمة حين رد عليه، وأخطأ ذو الرمة حيث قبل منه، إنما هذا كقول الله عز وجل: إذا أخرج يده لم يكد يراها أي لم يرها ولم يكد.
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بمصر بقراءتي عليه قال: حدثنا أبو صالح السمرقندي الصوفي قال: حدثنا الحسين بن القاسم بن أليسع قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمرو الدينوري قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن عبد الله الصوفي الخياط قال: قال أبو حمزة: رأيت مع محمد بن قطن الصوفي غلاماً جميلاً، فكانا لا يفترقان في سفر ولا حضر، فمكثا بذلك زمناً طويلاً، فمات الغلام، وكمد عليه محمد بن قطن، حتى عاد جلداً وعظماً، فرأيته يوماً، وقد