أخبرني أبو عبد الله محمد بن أبي نصر قال: حدثني الفقيه أبو محمد بن أحمد بن سعيد الأندلسي قال: أخبرنا القاضي أبو محمد عبد الله بن الربيع قال: حدثنا أبو علي القالي إسماعيل بن القاسم قال: حدثنا ابن دريد قال: حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال: رأيت بالبادية امرأةً على راحلةٍ تطوف حول قبر وهي تقول:
يَا مَنْ بِمُقْلَتِهِ زَهَى الدّهْرُ، ... قَدْ كانَ فِيكَ تَضَاءَلَ الأمْرُ.
زَعَمُوا قُتِلْتَ، وَمَا لهُمْ خبرٌ، ... كَذَبوا، وَقَبرِكَ، ما لهُمْ عُذْرُ!
يَا قَبرَ سَيّدِنَا عَلَيْكَ رِضاً، ... صَلّى الإلَهُ عَلَيْكَ يَا قَبرُ.
مَا ضَرّ قَبراً قَدْ سَكَنْتَ بِهِ ... ألاّ يَمُرَّ بِأرْضِهِ القَطْرُ.
فَلْيَنْبُعَنْ جُودُكَ في تُرْبِهِ، ... وَلْيُورِقَنّ بِقُرْبِكَ الصَّخْرُ.
وَإذَا غَضِبْتَ تَصَدّعَتْ فَرَقاً ... مِنْكَ الجِبَالُ، وَخَافَكَ الذُّعْرُ.
وَإذا رَقَدْتَ، فَأنتَ مُنْتَبِهٌ، ... وَإذَا انتَبَهْتَ، فَوَجْهُكَ البَدْرُ.
وَاللهِ! لَوْ بِكَ لم أدَعْ أحَداً ... إلاّ قَتَلْتُ لَفَاتَني الوِتْرُ.
قال: فدنوت منها لأسألها عن أمرها فإذا هي ميتة.
وبإسناده قال: حدثنا القالي قال: حدثني جحظلة قال: حدثني حماد بن إسحاق الموصلي قال: حدثني أبي قال: كتبت إلي زهر الأعرابية، وقد غابت عني، كتاباً فيه:
وَجْدِي يَجلُّ، على أنّي أُجَمْجِمُه، ... وَجْدُ السّقِيمِ بِبُرْءٍ بَعدَ إزْفافِ.