أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن عيسى القيسي بقراءتي عليه في سنة خمس وخمسين وأربعمائة.
قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن مغلس بن جعفر السراري قال: حدثنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر الذهلي قال: أنشدنا ثعلب قال: وسئل جعفر بن موسى الليثي: من اشعر من قال في منىً وعرفات والحج؟ فقال: ما قال أحد أصحابنا القرشيون، ولقد أحسن الملحي، يعني كثيراً، حين يقول:
تَفَرّقَ أنوَاعُ الحجِيجِ على مِنىً ... وفَرّقَهُم، شَعْبَ النوَى، مشيُ أربعِ.
فَلَمْ أرَ داراً مِثلَها دارَ غِبطَةٍ، ... وَمَلقىً إذا التَفّ الحَجِيجُ بمَجمَعٍ.
أقَلَّ مُقِيماً رَاضِياً بمَقامِهِ، ... وأكثرَ جاراً ظَاعِناً لمْ يُوَدَّعِ.
فَشاقُوكَ لمّا وَجّهُوا كلَّ وجهَةٍ ... سِرَاعاً، وَخَلّوا عَن مَنازلَ بلقَعِ.
فرِيقانِ منهُم سالِكٌ بطنَ نخلَةٍ، وآخرُ منهُم سالِكٌ خبتَ يَفرَعِ.
أخبرنا أبو بكر محمد بم أحمد الأردستاني بمكة في المسجد الحرام قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن حبيب المذكر قال: سمعت أبا علي الحسين بن أحمد البيهقي القاضي يقول: سمعت أبا بكر بن الأنباري يقول: سمعت العابس بن سالم الشيباني يقول: سمعت ابن الأعرابي قال: ومن جيد شعره، يعني مجنون بني عامر:
وَجاؤوا إلَيه بالتعاويذِ والرُّقى، ... وصَبّوا عليه الماءَ من ألم النُّكسِ.
وقالوا بهِ مِن أعينِ الجِنّ نظرَةٌ، ... ولَوْ عقلوا قالوا: به أعين الإنسِ.