فقلت " كيف وجدت الموت؟ قال: هونه الله علي لما علم من ضعفي وطول حزني.
قلت: هل رأيت جهنم؟ قال: وهل الصراط إلا عليها، والورود إلا إليها؟ نعم قد رأيتها ووردتها، فما آلمني حزها، ولا أفزعني زفيرها.
قلت: فكيف كان ممرك على الصراط؟ قال: كما يجري الفرس الجواد على الأرض البسيطة التي ليس فيها حجر يخاف أن يعثر به.
قلت: هل رأيت منكدراً الشعراني؟ قال: رأيته وسلمت عليه، وما أقرب درجته من درجة أبي عبد الل الديلمي.
قلت: وبم أعطي ذلك؟ قال: بغضه لطرفه وحفظه لفرجه.
قلت: فهل رايت مغلساً الصوفي؟ قال: نعم، رايته على فرس من ياقوت أحمر، يطير به في الجنة.
فقلت له: اين تريد؟ فقال: أريد أن أستقبل أرواح قوم قتلوا في البحر.
قلت: وكيف أعطي ذلك؟ قال: بفضل رحمة الله.
قلت: قد علمت أنه إنما نال ذلك بفضل الله تعالى وبرحمته.
قال: بكثرة البكاء وملازمة الدعاء وطول الظّماء وصبره على البلاء.