أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان قراءة عليه، غير مرة، في سنة تسع وثلاثين وأربعمائة قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي إملاء قال: حدثنا إبراهيم الحربي قال: حدثنا الحسن بن عبد العزيز عن الحارث عن ابن وهب قال: حدثني بكر بن مضر أن عبد الكريم بن الحارث حدثه عن رجل أنهم كانوا مرابطين في حصن، فخرج رجلان إلى الجيش، فقال أحدهما لصاحبه: هل لك أن تغتسل لعل الله أن يعرضنا للشهادة؟ فقال صاحبه: ما أريد أن أغتسل، فاغتسل صاحبه، فلما فرغ سقط حجر من الحصن فأصاب الرجل، فمررت بهم، وهم يجرونه إلى خيامهم، فسألتهم ما شأنه؟ فأخبروني الخبر، فانصرفت إلى أصحابي، ثم رجعت إليهم، فأقمت عندهم، وهم يشكون هل مات أو عاد إليه الروح.
فبينا هو كذلك إذ ضحك فقلنا: إنه حي، ث مكث ملياً، ثم ضحك، ثم مكث ملياً، ثم بكى، ففتح عينيه. فقلنا: ابشر يا فلان، فلا بأس عليك، لقد رأينا منك عجباً، كنا نظن أنك قد مت إذ ضحكت، ثم مكثت ملياً. قال: إني لما أصابني ما اثابني أتاني رجل فأخذ بيدي فمضى بي إلى قصر من ياقوتةٍ، فوقف بي على الباب، فخرج إلي غلمان مشمرين لم أر مثلهم، فقالوا: مرحباً بسيدنا! فقلت: من أنتم، بارك الله فيكم؟ قالوا: نحن خلقنا لك.
ثم مضى بي حتى أتى بي قصراً آخر، وخرج إلي منه غلمان مشمرين هم أفضل من الأولين فقالوا: مرحباً وأهلاً بسيدنا! فقلت: من أنتم،