بُحتُ بوَجدي، ولوْ غَرَامي ... يكونُ في جَلْمَدٍ لَبَاحا.
أضَعتُمُ الرُّشدَ في مُحِبٍّ ... لَيسَ يرَى في الهوَى جُناحا.
لم يستطِعْ حملَ ما يلاقي، ... فَشَقّ أثوَابَه وَناحَا.
مُحَيَّرَ المُقْلَتَيِنِ قُلْ لي: ... هلْ شَرِبَتْ مُقلتاكَ رَاحَاً؟
نَفسي فِدَا لِمّةٍ وَوَجْهٍ ... قَد كمّلا اللّيلَ والصّبَاحَا.
وَمُقْلَةْ أُولِعَتْ بِقَتلي، ... قد صَيّرَتْ لحْظَها سِلاحا.
وَعَقرَبٍ سُلّطَتْ عَلَينَا، ... تَملأ أكبَادَنَا جِرَاحَا.
أخبرنا إبراهيم بن سعيد بمصر في سنة خمس وخمسين وأربعمائة بقراءتي عليه قال: حدثنا أبو صالح السمرقندي الصوفي قال: حدثنا الحسين بن القاسم بن أليسع قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر الدينوري قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن عبد الله الصوفي قال: قال أبو حمزة:
كان كامل بن المخارق الصوفي من أحسن ما رأيته من أحداث الصوفية وجهاً، وكان قد لزم منزله، وأقبل على العبادة، فكان لا يخرج إلا من جمعة إلى جمعة، فإذا خرج يريد المسجد، وقف له الناس، ورموه بأبصارهم ينظرون إليه، فقدم به علينا حجار بن قيس المكي دمشق، وكان أحد الفصحاء العقلاء، وكان لي صديقاً، فكلمني جماعة من أصحابه أسأله أن يجلس لهم مجلساً يتكلم عليهم فيه، ويسألونه، فكلمته فوعدهم يوماً، فاتعدنا لذلك اليوم، ودعا الناس بعضهم بعضاً.
فلما أن كان يوم الجمعة وصلى الناس الغداة، أقبلوا من كل ناحية،