تعدموا ذكرها" (?) .
لقد ظهر منهم أجيال جعلت عنايتها حفظ هذه السيرة العطرة وروايتها وتدوينها وكانوا يتناقلونها جيلاً بعد جيل، وطبقة بعد طبقة بأسانيدها وطرقها المختلفة حتى توافر لدينا قدر هائل، وثروة عظيمة، وميراث صحيح عن سيرة سيد الكائنات صلى الله عليه وسلم.
ففيما يتعلق بنسبه الشريف صلى الله عليه وسلم، وَقَفوا عند قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} ، وفي قراءة شاذة: {أَنفُسِكُمْ} [التوبة:128] ، فهو نسيب وحسيب، وسيد عظيم من ساداتهم، فهو خيرهم نفساً وخيرهم أباً (?) ، وقوله تعالى: {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ، ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} [آل عمران:33-34] ، فهو المصطفى من جهة الآباء والأمهات، والأجداد، والعشيرة، والقبيلة، والقوم (?) ، فهو خيار من خيار، خرج من نكاح ولم يخرج مِنْ سِفاح، من لدن آدم إلى أن ولده أبوه وأمه (?) .
وتحدث القرآن الكريم عن طفولته ويفعه، وعناية الله له في هذه الطفولة