سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، منذ أن نزل به الروح الأمين على قلبه الطاهر المنير.

كان هذا الكتاب، وما يزال نبع الصفا الذي نهل منه المسلمون منذ عهد الصحابة، وسيظل بإذن الله تعالى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أجمعين. وكانت آياته الأولى وما زالت هي المفتاح الذي فتح لهذه الأمة وبخاصة علماؤها كنوز الخير، وفي مقدمتهم الأصحاب رضوان الله عليهم أجمعين، ثم من جاء بعدهم من الأتباع وأتباعهم من أهل القرون المفضلة، عليهم من الله تعالى سحائب الرحمات.

لقد نبههم هذا التنزيل العزيز، ووجههم الله تعالى فيما وجههم لسيرة المصطفى، وسيد الكائنات، المبعوث رحمة للعالمين، يقول تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] ، ويقول جل شأنه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4] . لهذا فقد أولوا سيرته جل عنايتهم، وغاية اهتمامهم، فلقنوها أبناءهم، ونساءهم، ومواليهم، حتى كانوا يُحفِّظونَهُمْ مَغَازِيهُ كما يُحفِّظونهم السورة من القرآن.

يقول زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما: "كنا نُعَلَّم مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نُعَلَّم السورة من القرآن" (?) .

ويقول الإمام الزهري - يرحمه الله تعالى - في علم السيرة "علم الدنيا والآخرة" (?) ، وكان إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم يقول: "كان أبي يعلمنا المغازي والسرايا، ويقول يا بني هذه شرف آبائكم فلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015