أن الكتابة والنقش على الحجر كان يسميان: الوحي، قال لبيد1:
فمدافع الريان عري رسمها ... خلقًا كما ضمن الوحي سلامها
وقال زهير2:
لمن الديار غشيتها بالفدفد ... كالوحي في حجر المسيل المخلد
وقال أيضًا3:
لمن طلل كالوحي عافٍ منازله ... عفا الرس منه فالرسيس فعاقله
وكانت آيات القرآن تكتب -على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم- على حجارة رقيقة، قال زيد بن ثابت حينما أمره أبو بكر أن يجمع القرآن4: فجعلت أتتبعه من الرقاع والعسب واللخاف. واللخاف: حجارة بيض رقاق، واحدته: لخفة، بفتح اللام. قال ابن النديم5 "والعرب تكتب في أكتاف الإبل، واللخاف، وهي الحجارة الرقاق البيض، وفي العسب عسب النخل".
ومن تمام الحديث عن النقش على الحجارة أن نشير إلى النقش والكتابة على البناء. فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدخل الكعبة يوم الفتح حتى أمر بالزخرف فمحي، وأمر بالأصنام فكسرت، أراد النقوش والتصاوير6. وقد روي كذلك أن ابن الكلبي أخذ بعض علمه بأنساب