وروى ابن إسحاق أبياتًا كثيرة لأبي الصلت بن أبي ربيعة الثقفي، ومع أن ابن هشام قال إنها تروى لابنه أمية، فقد قال أيضًا1: "هذا ما صح له مما روى ابن إسحاق منها إلا آخرها بيتًا قوله:

تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا.

فإن للنابغة الجعدي ... في قصيدة له".

وروى ابن إسحاق أبياتًا للحارث بن ظالم حين هرب من النعمان بن المنذر فلحق بقريش2، ولكن ابن هشام اكتفى بستة أبيات منها، ثم قال: "هذا ما أنشدني أبو عبيدة منها".

وروى ابن إسحاق أيضًا أبياتًا لعمرو بن الحارث، فاجتزأ بن هشام بثلاثة أبيات منها، وقال3: "هذا ما صح له منها، وحدثني بعض أهل العلم بالشعر أن هذه الأبيات أول شعر قيل في العرب، وأنها وجدت مكتوبة في حجر باليمن ولم يسم لي قائلها"!!

وأورد ابن إسحاق قصيدة أبي طالب، فذكر ابن هشام منها أربعة وتسعين بيتًا ثم قال4: "هذا ما صح لي من هذه القصيدة!! وبعض أهل العلم بالشعر ينكر أكثرها".

الرابع: أما في الضرب الرابع فقد كان ابن هشام يورد الشعر الذي أورده ابن إسحاق كاملًا لا يخرم منه بيتًا، ثم يذكر أنها منحولة، وقد تكرر منه ذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015