لإلياذتنا والتخطيط العام لأوديستنا، مستخدمًا المواد الأولى أوسع استخدام.
ولم يكن عمل التالين أن يواصلوا نسج خيط في النسيج، بل أن يتموا التخطيط داخل نطاق ثابت معلوم.
فنحن نرى إذن أن الفكرة الأساسية التي شاعت عند ولف والمولفيين الحقيقيين مثل لاخمان وهرمان هي أن هومر كان شاعرًا بدائيًّا نظم أغاني قصيرة غير مكتوبة ذات وحدة مترابطة، ولكنها لم تبلغ منزلة الملحمة الكاملة، حتى جاء بعده من أتمها وأوصلها إلى منزلة الملحمة. وقد كان لهذه النظرية رد فعل، فقام من العلماء الدارسين من ذهب مذهبًا يختلف في جوهره عن مذهب ولف وتلاميذه، وهو يعتمد في أساسه على أن هومرليس مغنيًا بدائيًّا وإنما هو ذلك الفنان الشاعر العظيم الذي جاء بعد عهد الأغاني القصيرة فصاغ ملحمة ذات آماد واسعة، فهو بذلك منشئ ما يسمَّى بـ صلى الله عليه وسلمpopee. وسنشير إلى ثلاثة ممن ذهبوا هذا المذهب في جوهره وإن اختلفوا في بعض أجزائه. أولهم1: نيتش G.W. Nitzsch وهو يرى أن قصائد Cyclic صلى الله عليه وسلمpics التي انحدرت إلينا من القرنين السابع والثامن قبل الميلاد توحي بأن الإلياذة والأوديسة بمعالمهما الحاضرة وصورتهما قد سبقتا هذه القصائد، وأن هذه القصائد قصد منها أن تكون ملاحق أو مقدمات تمهيدية للقصيدتين الهومريتين. ويقول نيتش عن هومر: "إنني أعني بهومر ذلك الرجل الذي ارتقى بتلك الأغاني القصيرة المتعددة التي نظمها الشعراء المغنون القدامى عن الحرب الطروادية، وصاغ الإلياذة التي كانت في أصلها تتحدث عن "مجلس زيوس" حسب فجعلها الإلياذة التي نعرفها والتي تقص قصة "غضب أخيل" وهكذا يرى نيتش أن هومر شاعر قديم جدًّا، وهو جدير بأن تؤرخ به بداية عصر. وأنه وجد عددًا من الأغاني القصيرة عن طروادة، فأتم عملًا ذا صبغة جديدة، وذلك بأن أقام -مستعينًا بهذه الأغاني- ملحمة كبيرة تقص غضب أخيل. وقد حدثت بعد ذلك تغييرات ومنحولات