بغير أسانيد من المبرد ومن أبي العباس بن الفرات". ولو رجعنا إلى كتب المبرد أو إلى بعض من نقل عن المبرد لوجدنا أن هذه الصفة واضحة فيه وإن لم تكن عامة ولا غالبة، ففي كتبه إسناد متصل حينًا، ومنقطع حينًا آخر، وفيها حذف للإسناد ونص على هذا الحذف. فإذا ما أخذنا كتابه "الفاضل" مثلًا وجدناه، حينما يحذف الإسناد، يكثر من استعمال صيغة البناء للمفعول من مثل "يُروى1" و"يُروى من غير وجه"2، و"قيل"3 و"ذُكر"4 و"حُدِّثت"5 وهو أحيانًا يذكر شيخه الذي يروي عنه ثم ينص على حذف الإسناد بعده مثل "وحدثني ابن عائشة عن بعض أشياخه"6 و"حدثني مسعود بن بشر في إسناد متصل"7 و"حدثني مسعود بن بشر في إسناد ذكره"8 و"حدثني الرياشي في إسناد ذكره"9 و"حدثني الرياشي -ولا أحفظ عمن حدثنيه-"10.

وهو لا يهمل الإسناد في الأخبار والشعر حسب، وإنما يفعل ذلك أيضًا في الحديث، فهو يقول مثلًا11 "يُروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" وكذلك "حدثني الرياشي قال: روى لنا أشياخنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... "12 ومن هنا أورد المرزباني عن المبرد قوله13: "حدثت في إسناد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015