الشعر، فافتقر عن معان عور أصح بصر".

وكذلك كان أبو بكر راوية للشعر الجاهلي، يتمثل به في مواقفه ويستنشد الشعراء ما قالوه في جاهليتهم وإسلامهم. فقد رقى أبو بكر المنبر يومًا، وقال -فيما قال- يخاطب الأنصار1:.... فنحن وأنتم كما قال الغنوي:

جزى الله عنا جعفرًا حين أزلقت ... بنا لعلنا في الواطئين فزلت

أبوا أن يملونا، ولو كانت أمنا ... تلاقي الذي يلقون منا لملت

هم أسكنونا في ظلال بيوتهم ... ظلال بيوت أدفأت وأكنت

واستنشد أبو بكر يومًا معد يكرب وقال2: أما إنك أول من استنشدته في الإسلام. وهذا الخبر يقودنا إلى الحديث عما كان عليه أبو بكر قبل الإسلام: فقد كان عالمًا من علماء النسب والأخبار، بل لقد كان أعلم قريش بأنساب العرب، حتى إن حسانًا لما أراد أن يهجو قريشًا قال له رسول الله3: استعن بأبي بكر فإنه علامة قريش بأنساب العرب. فلما سمعت قريش بعد ذلك هجاءه قالوا4: إن هذا الشتم ما غاب عنه ابن أبي قحافة. وقال بعضهم -ولم يكونوا علموا أن حسانًا قاله5-: لقد قال أبو بكر الشعر بعدنا!

بل لقد كان منزل أبي بكر في الجاهلية مثابةً لقريش يؤمونه لخصلتين: العلم والطعام، فلما أسلم أسلم عامة من كان مجالسه6.

وقبل أن نتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستنشاده الشعر، وإنشاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015