عبد الملك يُعنَى بأخبار العرب وأشعارها، وفعل فيها ما فعل بالتفسير، وأمر من جمع له المعلقات1.

أما معاوية بن أبي سفيان فقد كانت له ساعات من كل يوم يقعد فيها فيُحضر غلمانه "الدفاتر فيها سير الملوك وأخبارها والحروب والمكايد، فيقرأ ذلك عليه غلمان مرتبون، وقد وكلوا بحفظها وقراءتها2. وكانت من جملة تلك الأحاديث: أحاديث عبيد بن شرية عن وقائع العرب وأخبارها وأشعارها، فكان معاوية يأمر أهل ديوانه وكتابه أن يوقعوا هذه الأحاديث ويدونوها في الكتب وينسبوها إلى عبيد بن شرية3.

وقد ذكر ابن سلام4 في معرض حديثه عن قصيدة أبي طالب التي مدح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ربيع اليتامى عصمة للأرامل

أنه رأى هذه القصيدة مدونة في كتاب كتبه يوسف بن سعد صاحبنا منذ أكثر من مائة سنة". ولا نعرف متى كتب ابن سلام كتابه حتى نعرف متى كتب يوسف بن سعد هذه القصيدة في كتابه قبل مائة سنة من كتاب ابن سلام.

غير أن يوسف بن سعد هو: يوسف بن سعد الجمحي، مولاهم، أبو يعقوب، روى عن عمر وعلي وزيد بن ثابت5. فهو إذن من كبار التابعين، وبذلك نرجح أنه كتب كتابه هذا وفيه قصيدة أبي طالب ما بين منتصف القرن الأول ونهايته.

ولم يكن سماح عمر بن الخطاب بتدوين الشعر الجاهلي بدعًا من الأمر،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015