وكان أول كتاب ظهر للشيعة: كتاب سليم بن قيس الهلالي من أصحاب علي1.

وكان سعيد بن جبير يسائل ابن عباس وابن عمر، فيكتب ما يسمع منهما من الحديث2. وكانت للحسن البصري كتب حديث وفقه، وكان بعض أصحابه يأخذها فينسخها ثم يردها3.

وهمام بن منبه جالس أبا هريرة، وسمع منه أحاديث، وكتبها في مجموعة سماها: الصحيفة الصحيحة، كأنه سماها على مثال الصحيفة الصادقة التي كتبها عبد الله بن عمرو. والراجح أن همامًا كتبها في حياة أبي هريرة قبل سنة 58 هجرية. وقد نقل أحمد بن حنبل هذه الصحيفة كاملة في مسنده4؛ ونقل البخاري عددًا كبيرًا من أحاديثها في أبواب شتى5. وقد عُثر حديثًا على مخطوطتين من هذه الصحيفة، ونشرت في مجلة المجمع العلمي بدمشق6.

فلم يبق عندنا شك إذن في أن بعض حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كتب منذ عهده، واستمر الصحابة والتابعون في كتابته، وليس من الصواب في شيء أن يُزعم أن الحديث الشريف بقي مائة سنة أو تزيد يتناقله الناس حفظًا، ولم يدونوه إلا في منتصف القرن الثاني للهجرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015