مصابيح الجامع (صفحة 4647)

{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: 56].

قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبيهِ: نزَلَتْ في أَبِي طَالِبٍ. {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185].

({وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}): قال السهيلي: لا يتعلق الاستثناء بفاعل؛ إذ (?) لم يَنْه عن أن يفعل إلا أن يشاء الله بقوله ذلك، ولا بالنهي؛ لأنك إذا قلت: أنت مَنْهِيٌّ عن أن تقوم إلا أن يشاء الله، فلستَ بمنهيٍّ فقد سلطته على أن يقومَ ويقولَ: إن (?) شاء الله ذلك، وتأويلُ ذلك: أن الأصل إلا قائلاً: إلا أن يشاء الله، وحذفُ القول كثير. فتضمن كلامه - رحمه الله - حذفَ أداة الاستثناء والمستثنى جميعاً (?).

وقال ابن الحاجب في "الأمالي": الوجه فيه أن يكون الاستثناء مفرغاً؛ كقولك: لا تَجِيءْ إلا بإذن زيد، ولا تخرجْ إلا بمشيئة فلانٍ، على أن يكون الأعمُّ المحذوفُ حالاً أو مصدراً، فتقديرُ الحالِ: لا تخرج على حالٍ إلا مستصحباً [ذلك، وتقدير المصدر: لا تخرج خروجاً إلا خروجاً مُستَصحباً] (?)؛ كقولك: ما كتبتُ (?) إلا بالقلم، ولا نَجَرْتُ إلا بالقَدُوم، وحذفت الباء من "أن يشاء الله"، والتقدير: إلا (?) بأن يشاء الله إلا بذكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015