تغرب عن الأوطان في طلب العلا ... وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفرج هم واكتساب معيشة ... وعلم وآداب وصحبة ماجد

وهذه الصور وأشباهها وغيرها تعتريها الأحكام الخمسة: الوجوب والندب والكراهة والتحريم والإباحة.

فإن منها ما يكون واجبا - وهو قليل جدا - إذا كان مباحا في ذاته، ووسيلة إلى واجب، فإن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، كالنظر في ملكوت السماوات والأرض.

وربما كان شبه ذلك مندوبا.

ويكون حراما، إذا كان في نفسه حراما، كممارسة الألعاب المحرمة كالميسر والشطرنج، وعمل التماثيل والصور من ذوات الأرواح، ومثل: تزجية الوقت بالغيبة والنميمة والترويج للباطل، والسحر والشعوذة.

أو كان وسيلة إلى حرام، أو شغله عن واجب أهم (?) وما عدا ذلك فإنه يتراوح بين الإباحة والكراهة والندب، بحسب الأشخاص والأحوال والملابسات.

وإذا ما أجلنا النظر في واقع المسلمين الاجتماعي والثقافي والرياضي والسياحي والإعلامي ونحوها، فإننا نلحظ أن للتسلية والترفيه نصيبا كبيرا في حياتهم، ربما يفوق نصيب الجد عند كثير منهم.

وقد ساعد على ذلك إفرازات الحضارة الغربية التي ركزت على مجال الترفيه، وأصّلته في نفوس أكثر البشر فانساق وراءها الشباب والكهول والشيوخ والنساء فضلا عن الأطفال.

ومن هنا أصبحت تلك محلا للتنافس بين الناس، والركض وراء سرابها، فضاعت بسببها الأعمار، وأهدرت الأوقات، وصرفت إليها الاهتمامات، وصرفت من أجلها الأموال الطائلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015