لأحكام الشريعة مع إلزامه بعدم الالتجاء إلى غيرها، إلا إذا لم يجد فيها حكماً صريحاً فإنه يلجأ إلى الاجتهاد بما لا يخالف أصول الشريعة الإسلامية. (?)
وعلى هذا فمن جنح من أولئك الإسلاميين إلى ذلك الفهم لتلك النصوص الدستورية، وكان قسمه منظوراً فيه إلى هذه المعاني، ومتأولاً فيه هذه النصوص على الوجه الذي يتفق مع دين الأمة، فإن لموقفه هذا كما يقول الدكتور صلاح الصاوي حظاً من النظر، ينتفي معه ما يقال من المساس بالتوحيد والتلاعب بدين الله، وإن وجود هذا التأول أياً كان صوابه أو خطؤه يخرج بالقضية عن مضيق الإيمان والكفر، والتوحيد والشرك، لتصبح اجتهاداً من الاجتهادات يرد عليه احتمال الخطأ والصواب .. (?)
وأرى أنه إن أمكن العضو أن يضيف إلى القسم ما يفهم منه هذا التأول الذي ذكرناه فإنه يلزمه ذلك كأن يقول: فيما لا يخالف شرع الله أو نحو ذلك. والله أعلم.
خامساً: على الإسلاميين ألا يغفلوا حقيقة أن قوى الكفر العالمية وأذنابها في بلادنا لا تريد للإسلام أن يسود، ولذا فربما لجؤوا إلى أساليب خبيثة لمنع الإسلاميين من الوصول إلى الحكم أو التضييق عليهم إذا وصلوا إلى الحكم، وهذا يتطلب من الإسلاميين أقصى درجات الحيطة والحذر، وأن يكون التحامهم بجماهير الشعب أقوى ما يكون حتى لا يتمكن المناوؤون من إحداث الفتن ودق الأسافين بين الدعاة إلى الله وبين عامة الناس.
"بل يجب عليهم أن يعملوا معا، السلفية والإخوان والجهاد وغيرهم، حتى يكون لهم ثقل ووزن كبير، فالجميع يتغيا تطبيق الشريعة، وإذا كانوا متفرقين فلن يكون لهم وزن ولا اعتبار، قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46]
وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103] ".