الَّتِي تغشى القتب فقد سمي بهَا غَيرهَا كَمَا سميت بذلك العوذة المجلدة وَسميت بذلك قروب الْجراح إِذا بَرِئت وَهِي الْجُلُود الَّتِي تتقلع عَنْهَا وَقَوله فِي قتل أُميَّة ابْن خلف فتجللوه بِالسُّيُوفِ كَذَا هُوَ بِالْجِيم للأصيلي وَعند البَاقِينَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَهَذَا أظهر وأشبه بقول عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَنه ألْقى نَفسه عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ فتخللوه بِالسُّيُوفِ أَي أدخلوها خلاله حَتَّى وصلوا إِلَى قَتله أَو طعنوه بهَا تَحْتَهُ من قَوْلهم خللته بِالرُّمْحِ واختللته أَي طعنته بِهِ وَمعنى الرِّوَايَة الْأُخْرَى علوه وغشوه بهَا يُقَال تجلل الْفَحْل النَّاقة إِذا علاها وَقَوله فِي الَّذِي خسف بِهِ فَهُوَ يتجلجل كَذَا رِوَايَة الْجُمْهُور بجيمين وَرَوَاهُ بَعضهم يتخلخل بخائين معجمتين وَالْأول أعرف وَأَصَح قَالُوا التجلجل السوخ فِي الأض مَعَ حَرَكَة واضطراب قَالَه الْخَلِيل وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ الذّهاب بالشَّيْء والمجئ بِهِ وَأَصله التَّرَدُّد وَالْحَرَكَة وَمِنْه تجلجل فِي الْكَلَام وتلجلج إِذا تردد وَمعنى يتخلخل هُنَا بعيد إِلَّا من قَوْلهم خلخت الْعظم إِذا أخذت مَا عَلَيْهِ من لحم أَو من التخلل والتداخل خلال الأَرْض فأظهر التَّضْعِيف وَقد روينَاهُ فِي غير هَذَا الْكتب يَتَحَلْحَل بحاءين مهملتين وَقَوله إِنَّمَا على ابْني جلد مائَة هَذَا هُوَ الْمَشْهُور حَيْثُ وَقع وَجَاء عِنْد الْأصيلِيّ جلده مائَة بِالْإِضَافَة وَهُوَ بعيد إِلَّا أَن ينصب مائَة على التَّفْسِير أَو يكون جلدَة بِفَتْح الدَّال وَرفع التَّاء أَو يضمر الْمُضَاف إِلَيْهِ أَي عدد مائَة أَو تَمام مائَة أَو جلده جلد مائَة وَقَوله فِي غَزْوَة الْفَتْح ثمَّ جَاءَت كَتِيبَة وَهِي أقل الْكَتَائِب فيهم رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَأَصْحَابه كَذَا لجَمِيع رُوَاة البُخَارِيّ وَرَوَاهُ الْحميدِي فِي اختصاره هِيَ أجل بِالْجِيم وَهُوَ أظهر لَكِن لَا يبعد صِحَة أقل لِأَنَّهُ قد ذكر فِي الحَدِيث تقدم الْكَتَائِب قبله كَتِيبَة كَتِيبَة وَتقدم كَتِيبَة الْأَنْصَار وَبَقِي النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فِي خَاصَّة الْمُهَاجِرين وَلَا شكّ أَنهم كَانُوا أقل عددا وَفِي حَدِيث الْهِجْرَة وَنحن فِي جلد من الأَرْض كَذَا لكافة من الروَاة وَعند العذري جردوهما بِمَعْنى وَقد فسرناهما قبل وَقَوله فِي بَاب أكل الرطب بِالتَّمْرِ فِي حَدِيث جَابر وَكَانَ لَهُ الأَرْض الَّتِي بطرِيق رومة فَجَلَست نخلى عَاما كَذَا للقابسي وَأبي ذَر بِالْجِيم وَاللَّام وَأكْثر الروَاة وَعند أبي الْهَيْثَم فخاست نخلها عَاما بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالْألف وللأصيلي فحبست فحلي عَاما بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْبَاء بِوَاحِدَة وكل هَذِه الرِّوَايَات معلولة غير بَيِّنَة إِلَّا رِوَايَة أبي الْهَيْثَم فخاست نخلها عَاما أَي خَالَفت مَعْهُود حملهَا يُقَال خاس عَهده إِذا خانه أَو تَغَيَّرت عَن عَادَتهَا يُقَال خاس الشَّيْء إِذا تغير وَكَانَ أَبُو مَرْوَان بن سراج فِيمَا أخبرنَا بِهِ غير وَاحِد يصوب رِوَايَة الْقَابِسِيّ والكافة إِلَّا أَنه يصلح شكلها وَيَقُول صَوَابه فَجَلَست أَي عَن الْقَضَاء فخلى أَي السّلف عَاما لَكِن ذكره للْأَرْض أول الحَدِيث يدل أَن الْخَبَر عَنْهَا لَا عَن نَفسه وَالله أعلم وَفِي الْحَوْض فيجلون عَنهُ بِالْجِيم سَاكِنة كَذَا فِي حَدِيث أَحْمد بن شبيب لكافتهم وَعند الْحَمَوِيّ فيحلون بِالْحَاء الْمُهْملَة هُنَا وأتقنه فِي كتاب عَبدُوس فيحلون بِالْحَاء الْمُهْملَة وَشد اللَّام وهمز الْوَاو المضمومة ثمَّ ذكر من رِوَايَة أَحْمد بن صَالح يحلونَ على الصَّوَاب ولبعضهم فيجلون بِالْجِيم أَيْضا هُنَا ثمَّ قَالَ شُعَيْب فيجلون بِالْجِيم كَذَا هُنَا وَعند عقيل فيحلون يَعْنِي بِالْحَاء سَاكِنة مُهْملَة مَهْمُوز كَذَا قَيده الْأصيلِيّ وَغَيره وَصَوَابه فيحلون بِالْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد اللَّام وَسُكُون الْوَاو أَو همزها وَكَذَا هُنَا عِنْد أبي الْهَيْثَم متقنا مُقَيّدا أَي يصدون عَنهُ وَيمْنَعُونَ مِنْهُ وَهُوَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015