ثلاثة أيام، ويدل عليه قوله: "فلقيني"، وقوله: فقال لي: "يا عمر"، فوجه الخطاب له وحده، بخلاف إخباره الأول، وهو جمع حسن. قاله في "الفتح" (?).

[تنبيه]: دلت الروايات التي تقدّم ذكرها، على أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ما عرف أنه جبريل، إلا في آخر الحال، وأن جبريل أتاه في صورة رجل، حسن الهيئة، لكنه غير معروف لديهم، وأما ما وقع في رواية النسائي، من طريق أبي فروة، في آخر الحديث: "وإنه لجبريل نزل في صورة دحية الكلبي"، فإن قوله: "نزل في صورة دحية الكلبي"، وَهَمٌ؛ لأن دحية معروف عندهم، وقد قال عمر -رضي الله عنه-: ما يعرفه منا أحد، وقد أخرجه محمد بن نصر المروزي في "كتاب الإيمان" له من الوجه الذي أخرجه منه النسائي، فقال في آخره: "فإنه جبريل، جاء ليعلمكم دينكم"، حَسْبُ، وهذه الرواية هي المحفوظة؛ لموافقتها باقي الروايات. قاله في "الفتح" (?)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته: حديث عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- هذا أخرجه مسلم.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا (9/ 63) بهذا السند فقط، وأخرجه (مسلم) في "الإيمان" (1/ 29 و 30) و (أبو داود) في "السنّة" (4695) و (الترمذيّ) في "الإيمان" (2610)، و (النسائيّ) في "الإيمان" (8/ 97) و (ابن أبي شيبة) في "مصنفه" (11/ 44 و 45) و (أحمد) في "مسنده" (1/ 27 و 28 و51 و 52 و 2/ 107) و (البخاريّ) في "خلق أفعال العباد" (26) و (ابن منده) في "الإيمان" (1 و 2 و 3 و 4 و 5 و 6 و 8 و 9 و 10 و11 و 12 و 13 و 185 و 186)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (2504)، و (ابن حبّان) في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015