وحسّنه الشيخ الألبانيّ بمجموع طرقه (?)، وهو محلّ نظر؛ إذ كل طرقه ضعيفة، فسند المصنّف هذا فيه محمد بن أبي حميد ضعيف جدّا، بل قال فيه البخاريّ وغيره: منكر الحديث، والسند التالي فيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف جدّا، وقد تابعه راو آخر عند ابن أبي عاصم في "السنة" (250) لا يُعرف، وله شاهد أخر مرسل ضعيف.
وبالجملة فتحسين مثل هذا بعيد، والله تعالى أعلم بالصواب.
وهو من أفراد المصنّف، لم يُخرجه من أصحاب الأصول غيره، وأخرجه (أبو داود الطيالسيّ) في "مسنده" (2195) و (ابن أبي عاصم) في "السنة" (2299) و (البيهقيّ) في "شعب الإيمان" (697)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلي الإمام ابن مَاجَه رحمه الله في أول الكتاب قال:
238 - (حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، أَبُو جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَن أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ هَذَا الخيْرَ خَزَائِنُ، وَلِتِلْكَ الْخَزَائِنِ مَفَاتِيحُ، فَطُوبَى لِعَبْدٍ جَعَلَهُ الله مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ، مِغْلَاقًا لِلشَّرِّ، وَوَيْلٌ لِعَبْدٍ جَعَلَهُ الله مِفْتَاحًا لَلشَّرِّ، مِغْلَاقًا لِلْخَيْرِ").
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (هَارُونُ بْنُ سعِيدٍ الْأَيْلِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ): هارون بن سعيد بن الْهَيْثَم بن محمد بن الْهَيْثَم بن فَيْروز التميمي الْأَيْلِيُّ السَّعْدي مولاهم، نزيل مصر، ثقة فاضل [10].
رَوَى عن ابن عيينة، وابن وهب، وأبي ضَمْرة، وخالد بن نِزَار، ومؤمل بن إسماعيل، وبشر بن بكر.
ورَوَى عنه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وأبو حاتم، ومحمد بن وَضَّاح، وبَقِيّ بن مَخْلَد، والمعمريّ، وزكرياء الساجيّ، وغيرهم.