(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا (38/ 218) بهذا السند فقط، وأخرجه (أحمد) في "مسنده" (1/ 35) و (الدارميّ) في "سننه" (3368) و (مسلم) (2/ 201) و (ابن حبّان) في "صحيحه" (772) و (البغويّ) في "شرح السنة" (1184)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): ما ترجم له المصنّف -رحمه الله-، وهو بيان فضل من تعلم القرآن وعلمه، وهو واضح.

2 - (ومنها): بيان أن من قرأ كتاب الله، وعمل بمقتضاه، مخلصًا رفعه الله تعالى فوق كثير من عباده المؤمنين، ومن قرأه مرائيًا، غير عامل به، وضعه الله أسفل السافلين.

3 - (ومنها): ما كان عليه عمر -رضي الله عنه- من متابعة أمرائه في سياستهم لرعيتهم؛ لئلا يضيعوا حقوقهم، فيكون هو المسئول عن ذلك؛ لأنه الراعي الأول، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، متّفقٌ عليه.

4 - (ومنها): أن من كان عالِمًا بكتاب الله، وبالفرائض، وعرف أحكام القضاء هو الذي يستحقّ أن يتولّى أمور المسلمين، وإن كان دنيء النسب، وأن من كان جاهلًا بهذه الأمور لا يستحقّ ذلك، وإن كان شريف النسب.

5 - (ومنها): فضل علم الفرائض، وشرفه، فإنه العلم الذي أعلى الله تعالى قدره، حيث تولّى بنفسه قسمته في كتابه العزيز، ولم يكله إلى أحد.

6 - (ومنها): فضل معرفة أحكام القضاء؛ لأن به تنحلّ المشكلات بين الناس، وتصلح أحوالهم، وتستقيم معاشهم، ويحسن معادهم، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015