5 - (مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ) الأنصاريّ، أبو بكر بن أبي عمرة البصريّ، ثقة ثَبْتٌ عابدٌ، كبير القدر [3] 3/ 24.
6 - (أبو هُرَيْرَةَ) الصحابيّ الشهير -رضي الله عنه- 1/ 1، والله تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
1 - (منها): أنه من سُداسيّات المصنّف.
2 - (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح.
3 - (ومنها): أنه مسلسلٌ بثقات البصريين.
4 - (ومنها): أَنَّ فيه رواية الابن عن أبيه، عن أبيه.
5 - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ: أيوب عن ابن سيرين.
6 - (ومنها): أن هذا الإسناد أصحّ أسانيد أبي هريرة -صلى الله عليه وسلم- إذا روى عن أيوب حمادُ ابن زيد، على ما نُقل عن عليّ بن المدينيّ، فإنه قال: أصحّ أسانيد أبي هريرة -رضي الله عنه- حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عنه.
7 - (ومنها): أن فيه أبا هريرة -رضي الله عنه- أحفظ من روى الحديث في دهره، والله تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه-، أنه (قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-) أي رجلٌ ذو فاقة، وفقر، وحاجة إلى التصدّق عليه، والظاهر أن هذه الواقعة غير الواقعة المذكورة في الحديث السابق؛ لأن سياق القصّتين مختلف (فحَثَّ عَلَيْهِ) أي حرّض على التصدّق على ذلك الرجل، يقال: حَثَثْتُ الإنسان على الشيء حَثًّا، من باب نمر: إذا حرّضته عليه (فَقَالَ رَجُلٌ) أي من الصحابة الحاضرين (عِنْدِي كَذَا وَكَذَا) أي من المال، وأنا أجعله صدقةً لله تعالى عليه، ثم جاء به قبل مجيىء الناس بمالهم، فتبعه الناس عليه، فلذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: "من استنّ خيرًا ... " (قَالَ) أبو هريرة -رضي الله عنه- (فَمَا بَقِيَ في المجْلِسِ رَجُلٌ إِلا تَصَدَّقَ عَلَيْهِ) أي على الرجل المسكين (بِمَا قَلَّ أَوْ كثُرَ) أي بقليل من مال، أو كثير، فـ "ما" موصوفة،