والحفظ له، قال الله تعالى: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ} [النِّساء: 135]، وقال الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [الرعد: 33].انتهى كلام الطيبيّ رحمه الله (?).
وقال السنديّ: وفي الوجه الثّالث لو جُعل "فينا" متعلّقًا بـ "قام" من غير اعتبار، أي قام بخمس كلمات في حقّنا، ولأجل انتفاعنا كان صحيحًا، والأقرب أن المعنى قام فيما بيننا بتبليغ خمس كلمات، أي بسببه، فالجارّان متعلّقان بالقيام، وهو على ظاهره، وذلك أن يُجعل القيام من قام بالأمر، ويُجعل "فينا" بيانًا متعلّقًا به أيضًا. انتهى (?).
(بِخَمْسِ كَلِماتٍ) أي بخمس فصول، فالمراد بالكلمة هنا الجملة المركبة المفيدة، وهو إطلاق لغويّ، كما يسمّون القصيدة كلمةً، وإليه أشار ابن مالك في "الخلاصة":
وَكَلْمَةٌ بِهَا كَلَامٌ قَدْ يُؤَمْ
قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ} الآية، إشارة إلى قوله: {رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون: 99].
[تنبيه]: الكلمة الأولى هي قوله: "إن الله لا ينام"، والثّانية قوله: "ولا ينبغي له أن ينام"، والثالثة قوله: "يخفض القسط ويرفعه"، والرّابعة قوله: "يُرفع إليه عمل اللّيل قبل عمل النهار إلخ"، والخامسة قوله: "حجابه النور إلخ".
(فَقَالَ: "إِنَّ الله لَا يَنَامُ) إذ النوم لاستراحة القوى والحواسّ، وهي على الله تعالى محالٌ، قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} والسُّنَّة: النعاس، وهو نوم خفيف، أو مقدّمة النوم، قاله القاريّ، وقال النوويّ: معناه أنه - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -؛ لا ينام، وأنه يستحيل في حقه النوم؛ فإن النوم انغمارٌ وغلبةٌ على العقل، يَسْقُط به الإحساس، والله تعالى مُنَزَّه عن ذلك، وهو مستحيل في حقه -عَزَّ وَجَلَّ- (?).