(المسألة الثّانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنِّف) هنا (35/ 191) بهذا السند فقط، وأخرجه (مالك) في "الموطإ" (285) و (الحميديّ) في "مسنده" (1122) و (أحمد) في "مسنده" (2/ 244 و 264) و (البخاريّ) (4/ 28) و (مسلم) (6/ 40) و (النَّسائيّ) (6/ 38) وفي "الكبرى" (33/ 4373 و 34/ 4374) و (الآجريّ) في "الشّريعة" (277 و 278) و (ابن حبّان) في "صحيحه" (4666) و (البيهقيّ) في "الكبرى" (9/ 165) وفي "الأسماء والصفات" (467 و 468 و 469) و (البغويّ) في "شرح السنة" (2632)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثّالثة): في فوائده:
1 - (منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله، وهو بيان ما أنكرته الجمهيّة من صفات الله تعالى، وهو صفة الضحك، فقد أثبتها النبيّ - صلّى الله عليه وسلم - في هذا الحديث الصّحيح المتّفق عليه، فهي ثابتة له على ما يليق بجلاله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -، وقد أسلفت آنفا أنه لا يجوز تأويلها بالرضا، فإن الرضا صفة ثابتة له، بالنصوص أيضًا، ولا داعي لتأويلها، وأن التشبيه الّذي زعموه في إثباتها غير وارد أصلًا، لأنه إنّما يأتي لو قلنا ضحك كضحكنا، وهذا لا يعنيه عاقلٌ، فضلًا عن السلف الصالح، أهل العلم والفضل والفهم عن الله تعالى المميزين بين صفات الخالق والمخلوقين، فاسلك سبيلهم، تغنم وتسلم، ولا تقلّد آراء المتأخرين تهلك وتندم، والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.
2 - (ومنها): بيان فضل الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -، وسعة رحمته، حيث يجعل كلّا من المتقاتلين من أهل الجنَّة، مع أن الكافر قَتَل مسلمًا ظلمًا وعُدوانًا، وجَحْدًا لنعمه تعالى، لكنه بواسع فضله، وسعة رحمته تفضّل عليه بالتوبة، وهداه للإسلام، والقتال في سبيله، حتّى استُشهد، فدخل الجنَّة، {ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الجمعة: 4].