انتهى (?)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هذا متّفق عليه، فقد أخرجه البخاريّ من رواية أبي رافع، وأبي صالح، كلاهما عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، وأخرجه مسلم من رواية عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، فلا يقال: إن محمّد بن عجلان متكلّم فيه في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، فتفطّن. والله تعالى أعلم.
(المسألة الثّانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا (35/ 189) بهذا الإسناد فقط، وأخرجه (البخاريّ) (4/ 129 و 9/ 153 و 165) و (مسلم) (8/ 95) و (الترمذيّ) (3543) و (النَّسائيّ) في "الكبرى" و (الحميديّ) في "مسنده" (1126) و (أحمد) في "مسنده" (2/ 242 و 257 و 259 و 313 و 358 و 381 و 390 و433 و 466) والله تعالى أعلم.
(المسألة الثّالثة): في فوائده:
1 - (منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله تعالى، وهو بيان ما أنكرته الجهميّة من الصفات، وهو هنا إثبات صفة الكتابة، واليد، والرّحمة، والغضب، على ما يليق بجلاله -سبحانه وتعالى-، ولا التفات إلى من فسّر الغضب باللازم، فقال: هو إرادة إيصال العذاب إلى من يقع عليه الغضب، كما مشى عليه في "الفتح" وغيره؛ لأن ذلك من التأويلات الّتي مشى عليها المتأخرون من الأشاعرة وغيرهم، وهو مخالف لهدي السلف، فإن مذهبهم التمسّك بظواهر الكتاب والسُّنَّة، فصفة الغضب ثابتةٌ لله تعالى كسائر صفاته، من المحبة، والرضا، والضحك، وغير ذلك على ما يليق بجلاله -سبحانه وتعالى-، فعليك بمذهب السلف تسلم، وتغنم، والله تعالى الهادي إلى الطريق الأقوم.