مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث عائشة هذا صحيح.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا (35/ 188) بهذا السند وفي "كتاب الطّلاق" باب الظهار" (1/ 666) رقم (2063) وأخرجه النَّسائيُّ 6/ 168 و (أحمد) في "مسنده" (6/ 46) و (عبد بن حُميد) في "مسنده" (1514)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثّالثة): في فوائده:

1 - (منها): ما ترجم له المصنّف، وهو بيان ما أنكرته الجهمية من صفات الله تعالى، وهو صفة السميع، فقد أثبته الله -عَزَّ وَجَلَّ- بقوله: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ} الآية، وأثبتته عائشة رضي الله تعالى عنها بقولها: "الحمد لله الّذي وسِع سمعه الأصوات".

قال الإمام البخاريّ رحمه الله تعالى في "كتاب التّوحيد" من "صحيحه": {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58].

قال ابن بطّال رحمه الله: غرض البخاريّ رحمه الله في هذا الباب الردّ على من قال: إن معنى "سميع بصير" عليم، قال: ويلزم من قال ذلك أن يسويه بالأعمى الّذي يَعْلَم أن السَّماء خضراء ولا يراها، والأصم الّذي يَعلَم أن في النَّاس أصواتًا ولا يسمعها، ولا شك أن من سمع وأبصر أدخلُ في صفة الكمال ممّن انفرد بأحدهما دون الآخر، فصَحَّ أن كونه سميعًا بصيرًا يفيد قدرًا زائدًا على كونه عليمًا، وكونه سميعًا بصيرًا يتضمن أنه يسمع بسمع ويبصر ببصر، كما تضمن كونه عليمًا أنه يعلم بعلم، ولا فرق بين إثبات كونه سميعًا بصيرًا، وبين كونه ذا سمع وبصر، قال: وهذا قول أهل السنة قاطبة. انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015