عديّ رحمه الله، ولذا قدّم عديّ المفعول، لإفادة الحصر، ويحتمل أنه إنّما سأله لاحتمال أن يكون بينهما واسطة، حيث لم يُصرّح بالتحديث، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته: حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثّانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا (32/ 163) بهذا السند فقط، وأخرجه (البخاريّ) في (5/ 39) و (مسلم) في (1/ 60) و (الترمذي) في (2900) و (النَّسائيّ) في "فضائل الصّحابة" (229) و (علي بن الجعد) في "مسنده" (493) و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" 12/ 157 و (أحمد) في "مسنده" 4/ 283 و 292 و (ابن حبّان) في "صحيحه" (7272) و (البغويّ) في "شرح السنّة" (3967)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثّالثة): في فوائده:
1 - (منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله، وهو بيان فضل الأنصار -رضي الله عنهم-.
2 - (ومنها): أن محبة الأنضار سبب لمحبّة الله تعالى، وبغضهم سبب لبغضه -نعوذ بالله من بغضه-.
3 - (ومنها): أن الجزاء من جنس العمل، فإن الأنصار لمّا أحبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه -رضي الله عنهم- جازاهم الله تعالى بأن جعل حبهم علامة الإيمان وبغضهم علامة النفاق، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.