آذى عمي فقد آذاني، فإنّما عَمُّ الرَّجل صنو أبيه"، قال: هذا حديث حسن صحيح.
هذا الحديث في سنده يزيد بن أبي زياد الهاشميّ ضعيف، إِلَّا أنه لا بأس به في المتابعة، والشواهد، ولذا أخرج له مسلم متابعةً، فحديثه يشهد لحديث الباب، والظاهر أن التّرمذيّ صححه لهذا، وليس ممّا تساهل فيه، كما قاله بعضهم.
والحاصل أن الحديث صحيح؛ لما ذُكر، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثّانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا (21/ 140) فقط، وقد تفرّد به، فلم يُخرجه أحد من أصحاب الأصول، وأخرجه (أحمد) في "مسنده" (1677) وأخرجه (الترمذيّ) برقم (3691) و (أحمد) برقم (16860 و 16861) من حديث عبد المطلب بن ربيعة، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثّالثة): من أغرب ما وقع للمصنّف أنه عقد بابًا في فضل العبّاس -رضي الله عنه-، ثمّ أرود حديثين: أحدهما هذا، وهو وإن صححناه لشواهده إِلَّا أنه مرسل في نفسه، والثّاني موضوع، وهو التالي، كأنه لم يثبت للعباس -رضي الله عنه- شيء من الفضائل، مع أنه وردت أحاديث صحيحة في فضائله، ولعلّها ما وصلت إليه، فلذا أحببت أن أذكر بعض تلك الأحاديث لئلا يخلو الباب عن الأحاديث الصحيحة.
(فمن ذلك): ما أخرجه البخاريّ في "صحيحه" (3710) من طريق ثُمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس -رضي الله عنه- أن عمر بن الخطّاب كان إذا قَحَطُوا استسقى بالعباس ابن عبد المطلب، فقال: اللَّهُمَّ إنا كنا نتوسل إليك بنبينا -صلى الله عليه وسلم-، فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبيّنا، فاسقنا، قال: فيسقون.
(ومنها): ما أخرجه مسلم في "صحيحه" (983).
من طريق الأعرج، عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمر على الصَّدقة، فقيل: مَنَعَ ابنُ جميل، وخالد بن الوليد، والعباس عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما يَنقِم ابنُ جَمِيل إِلَّا أنه كان فقيرًا، فأغناه الله، وأما خالد فإنكم تظلمون خالدًا،