حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة، عن منصور، عن رِبْعي بن حِرَاش، عن عليّ، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يؤمن عبدٌ حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا إله إلا الله، وأني محمد رسول الله، بعثني بالحق، ويؤمن بالموت، وبالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر".
حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا النضر بن شُميل، عن شعبة نحوه، إلا أنه قال ربعي: عن رجل، عن عليّ. قال أبو عيسى: حديث أبي داود عن شعبة عندي أصح، من حديث النضر، وهكذا روى غير واحد عن منصور، عن ربعي، عن علي. انتهى.
فتبيّن بهذا أن الحديث صحيح. والله تعالى أعلم.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنف) هنا بهذا السند فقط، وأخرجه (الترمذيّ) في "القدر" (2145) و (الطيالسيّ) في "مسنده" (106) و (أحمد) في "مسنده" (1/ 97 و 133) و (عبد بن حميد) في "مسنده" (75) و (ابن حبّان) في "صحيحه" (178) و (الحاكم) في "المستدرك" (1/ 33)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): ما ترجم له المصنّف، وهو وجوب الإيمان بالقدر.
2 - (ومنها): أن من لم يؤمن بهذه الأربعة لا يكون مؤمنًا.
3 - (ومنها): وجوب الإيمان بالموت، أي بأنه حقّ، لا كما يقول الضالون من الدهريّة، وأهل الطبائع.
4 - (ومنها): وجوب الإيمان بأن الخلائق يبعثون بعد موتهم يوم القيامة.
5 - (ومنها): أن من لم يؤمن بالقدر لا يسمّى مؤمنًا، وبهذا قال بعض أهل العلم، وأما الجمهور فعلى التفصيل الذي مرّ تحقيقه عند شرح حديث عمر -رضي الله عنه- في سؤال جبريل للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.