السلطان يولع به فغن رآه من قوم أغنياء قال ماهو إلا أن يستأكلهم وإن رآه مع قوم فقراء قال ماهو إلا أن يخدعهم وأويس لا يقول في ابن عمه إلا خيرا غير أنه إذا مر به استتر منه مخافة أن يأثم في سبه وكان عمر بن الخطاب يسأل الوفود إذا قدموا عليه من الكوفة هل تعرفون أويس بن عامر القرني فيقولون لا فقدم وفد من أهل الكوفة فيهم ابن عمه ذاك فقال هل تعرفون أويس بن عامر القرني قال ابن عمه يا أمير المؤمنين هو ابن عمي وهو رجل نذل فاسد لم يبلغ ما أن تعرفه أنت يا امير المؤمنين فقال له عمر ويلك هلكت ويلك هلكت إذا أتيته فأقرئه مني السلام ومره فليفد إلي فقدم الكوفة فلم يضع ثياب سفره عنه حتى أتى المسجد قال فرأى أويسا فلم به فقال استغفرلي يا ابن عمي قال غفر الله لك يا ابن عم قال وأنت يغفر الله لك يا أويس ابن عامر أمير المؤمنين يقرئك السلام قال ومن ذكرني لأمير المؤمنين قال هو ذكرك وأمرنا أن نبلغك أن تفد إليه قال سمع وطاعة لأمير المؤمنين فوفد إليه حتى دخل على عمر رضي الله عنه فقال أنت أويس بن عامر قال نعم قال أنت الذي خرج بك وضح فدعوت الله أن يذهبه عنك فأذهبه فقلت اللهم دع في جسدي منه ما أذكر به نعمتك علي فترك لك في جسدك ما تذكر به نعمته عليك قال وما أدراك يا أمير المؤمنين فوالله ما اطلع على هذا بشر قال أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيكون في التابعين رجل من قرن يقال له أويس بن عامر يخرج به وضح يدعو الله تعالى أن يذهبه عنه فيذهبه فيقول اللهم دع لي في جسدي ما أذكر به نعمتك علي فيدع له منه مايذكر به نعمته عليه فمن أدركه منكم فاستطاع أن يستغفر له فليستغفر له فاستغفر لي يا أويس بن عامر فقال غفر الله لك يا أمير المؤمنين قال وأنت غفر الله لك ياأويس بن عامر قال فلما سمعوا عمر قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رجل استغفر لي يا أويس وقال آخر استغفر لي ياأويس فلما كثروا عليه انساب فما رؤي حتى الساعة وهذا إسناد حسن إلا أن أبا الأصفر هذا لا أعرفه ولم يذكره أبو حاتم الرازي فأما صعصعة بن معاوية التميمي هذا فصحابي وهو أخو جزء بن معاوية عم الأحنف بن قيس رضي الله عنهم