فَذَهَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم، فَحَدَّثَهُ بِقَوْلِ أُم سُلَيْمٍ، قَالَ: وَالَّذِي بعثتني بِالْحَقِّ، لَقَدْ قَذَفَ اللَّهُ تَعَالَى فِي رَحِمِهَا ذَكَرًا، لِصبرها عَلَى وَلَدِهَا، قَالَ: فوضعتْهُ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم: اذْهَبْ يَا أَنَسُ إِلَى أُمك، فَقُلْ لَهَا: إِذَا قطعتِ سرارَ ابْنِكِ، فَلا تُذيقيه شَيْئًا حَتَّى تُرْسِلِي بِهِ إليَّ، قَالَ: فَوَضَعَتْهُ عَلَى ذِرَاعِي، حَتَّى أتيتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم، فوضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: ائْتِنِي بِثَلَاثِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةٍ، قَالَ: فَجِئْتُهُ بِهِنَّ، فَقَذَفَ نَوَاهُنَّ، ثُمَّ قَذَفَهُ فِي فِيهِ، فَلاكَهُ، ثُمَّ فَتَحَ فَا الغلامِ، فَجَعَلَهُ فِي فِيهِ، فَجَعَلَ يَتَلَمَّظُ، فَقَالَ أنصاريٌّ يُحِبُّ التَّمْرَ، فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى أُمِّك، فَقُلْ: بَارَكَ اللَّهُ لَكِ فِيهِ، وَجَعَلَهُ بَرًّا تَقِيًّا.