فَقَامَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَاتِقِي، فَانْطَلَقْنَا، حَتَّى كُنَّا قَرِيبًا مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم، فَسَمِعَ كَلامَهُ، فَقَالَ: هَذَا أَبُو طَلْحَةَ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ غرةُ الإِسْلامِ، حَتَّى جَاءَ، فَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُولُهُ، فَزَوَّجَهُ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم عَلَى الإِسْلامِ، فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا، ثُمَّ إِن الْغُلَامَ دَرَجَ، وَأُعْجِبَ بِهِ أَبُوهُ، فَقَبَضَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهِ، فَجَاءَ أَبُو طَلْحَةَ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ ابْنِي يَا أُم سُلَيْمٍ؟ قَالَتْ: خَيْرُ مَا كَانَ، قَالَتْ: أَلَا تَتَغَدَّى، قَدْ أَخَّرْتُ غَدَاءَكَ الْيَوْمَ؟ قَالَ: فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ غَدَاءَهُ، فَتَغَدَّى، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ غَدَائِهِ، قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، عاريةٌ اسْتَعَارَهَا قَوْمٌ، وَكَانَتِ الْعَارِيَةُ عِنْدَهُمْ مَا قَضَى اللَّهُ، وَإن أَهْلَ الْعَارِيَةِ أَرْسَلُوا إِلَى عَارِيَتِهِمْ فَقَبَضُوهَا، أَلَهُمْ أَنْ يَجْزَعُوا عَلَيْهِ؟ قَالَ: لا، قَالَتْ: فَإِنَّ ابْنَكَ قَدْ فَارَقَ الدُّنْيَا، قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَتْ: هَا هُوَ ذَا فِي الْمَخْدَعِ، فَدَخَل، فَكَشَفَ عَنْهُ، وَاسْتَرْجَعَ،