وقال الإمام البخاري: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني.
وقال الذهبي في " السير " 11 / 43: وبرع في هذا الشأن، وصنف وجمع، وساد الحفاظ في معرفة العلل.
له " علل المسند " ثلاثون جزءاً حكاه الحاكم في معرفة " علوم الحديث " ص 71، وابن النديم في " الفهرست " ص 231، ويبدو أنه كان موجوداً أو أجزاء منه في القرن الثامن الهجري، فقد أكثر النقل عنه الحافظ ابن كثير في " مسند عمر " ولعله فُقِدَ فيما فُقِدَ من الكتب في كائنة تيمور
سنة (803 هـ) .
هؤلاء هم الأئمة الذين يُعَدُّونَ من أوائلِ من ألَّف المسند في بدايةِ القرنِ الثالث الهجري، ثم إنَّ الذين تتابعوا في التصنيف فيه كثرٌ، يَصعُبُ إحصاؤهم هنا، وثَمَّةَ مؤلفات سَرَدَتْ عدداً كبيراً منهم يُمكنُ الرجوعُ إليها كـ " الرسالة المستطرفة " ص 61 - 74، و " كشف الظنون " (?) .
شرع الإمامُ أحمد بتصنيف " المسنَد " مُنصَرَفه من عند عبدِ الرزاق (?) ، أي نحو سنة (200 هـ) ، وهو في السَّادسة والثلاثين من عمره، انتقاه من أكثر مِن سبع مئة ألف حديث (?) ، سَمِعَها في رحلاته، فَضَمَّ نحو ثلاثين ألف