وستمائة، بجبل قاسيون، ودفن من يومه بسفحه، بظاهر دمشق، عند قبر والده رحمهما الله تعالى.
...
وأما شيخنا صلاح الدين رحمه الله تعالى: فهو الشيخ الصالح الصدوق الديّن الخيّر، المسند، رحلة الآفاق، ومسند الدنيا على الإطلاق، أبو عبد الله، ويقال أبو عمر، محمد بن الشيخ العالم الصالح الأصيل تقي الدين أبي العباس أحمد، بن الشيخ العالم عز الدين أبي إسحق إبراهيم، بن الشيخ الجليل الصالح شرف الدين أبي محمد عبد الله، بن شيخ الإسلام أبى عمر محمد بن أحمد بن قُدَامة بن نصر الله المقدسي الحنبلي.
فإنه ولد في سنة ثلاث وثمانين وستمائة وربما كُتب سنة أربع، وهو غلط، واعتني به من الصغر، فأسمعوه الكثير من الشيخ فخر الدين بن البخاري، وسمع أيضاً من الشيخ تقي الدين إبراهيم بن فضل الواسطي، وأخيه محمد، وشمس الدين محمد بن الكمال عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي، والشيخ تقي الدين أحمد بن مؤمن الصوري، وعيسي بن أبي محمد المَغَازي، والعز إسماعيل بن الفراء وغيرهم، وخرَّج له الشيخ صدر الدين سليمان الياسوفي مشيخة عن شيوخ السماع، قرأتها عليه، وأجاز له النجم أبو الفتح يوسف بن المجاور، وعبد الرحمن بن الزمن، وزينب بنت مكي، وزينب بنت العلم، وغيرهم، وحدث بأكثر مسموعاته.
وكان رحمه الله عبداً خاشعاً ناسكاً، من بيت الرواية والعلم والصلاح، حدث هو وأخوه وأبوه وجده وجد أبيه وجد جده، رحمهم الله تعالى، سريع الدمعة إذا قريء عليه الحديث، حسن الإصغاء إلى السماع.
أمَّ بمدرسة أبي جده أبي عمر بالسفح أكثرَ من ستين سنة، وأسمَعَ