قلت: [وذلك] في مجالس، آخرها في صفر سنة ثلاث وستمائة.

قال: فحدث بالمسند بالبلدة مرة، وبالجامع المظفرَّى أخرى، وازدحم عليه الخلقُ وسمع منه السلطانُ الملكُ المعظَّم وأقاربهُ، وأبو عمر الزاهد، وسائر المقادسة، وحدّث عنه الكبار بالمسند، كالشيخ الفقيه ببعلبك، وقاضي الحنفية شمس الدين عبد الله بن عطاء، والشيخ تقي الدين بن أبي اليسر، والشيخ شمس الدين بن قدامة، والشيخ شمس الدين أبي الغنائم بن غلان، والشيخ أبي العباس بن شيبان، والشيخ فخر الدين بن البخاري، والمرأة الصالحة زينب بنت مَكّي.

وأما من حدث عنه ببعض المسند فعدد كثير، كالكمال عبد الرحيم بن عبد الملك، وأبي بكر بن محمد الهروي، وابن البخاري، وابن خليل، وابن الدَّبِيثي، وخطيب مراد، والشيخ الضياء، وأبي علي البكري، ويعقوب بن المعتمد، وعبد الوهاب بن محمد.

ورجع إلى وطنه، فمر على حلب، فحدَّث المسند بها، ثم بالموصل، فحدَّث بالمسند بها أيضاً، وبإِرْبِلَ، ودخل إلى بغداد بخير كثير.

فتوفي بالرصافة في نصف المحرم سنة أربع وستمائة، عن نحو ثلاث وتسعين سنة، رحمه الله تعالى.

...

وأما ابن البخاري رحمه الله تعالى: فهو الشيخ الإمام العالم المحدّث، الفقيه الصالح، الثقة الأمين، علي فخر الدين أبو الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور، السعدي المقدسي الحنبلي، الشهير بابن البخاري، لأن أباه شمس الدين أحمد توجه إلى بخارى وتفقه بها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015