رواها الحَرّاني عن القطيعي، ثم قال: ولو كان ممن يلحق اسمه لألحق ما ذكرناه أيضاً. قال: والعجب من الخطيب يرد قولَه فعلُه، فقد يروي عنه من الزهد في مصنفاته!.
قلت: وقد وُجد بخط الحافظ المِزّيّ رحمه الله تعالى، أن ابن المذهب فاته على القَطيعي من المسند حديثُ فَضَالة بن عُبيد وعوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنهما، وهما من مسند الشاميين رضي الله عنهم، قال: فإن ذلك ليس عند ابن المذهب.
وقال الحافظ الذهبي: قال أبو الفضل بن خيرون، وناهيك به فضلاً وعلماً: سمعت من ابن المذهب جميعَ ما عنده، وقال: توفي في تاسع عشر ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
...
وأما ابن الحُصَين رحمه الله تعالى، فقال الحافظ الذهبي: هو الصدر العالم الكبير المرتَضى مسنَد العراق، أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن الحُصَين الشيباني البغدادي الكاتب، خال الوزير العادل عون الدين بن هُبيْرة.
قال: ولدتُ في رابع ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، وسمع المسندَ كاملاً من ابن المذهب في أواخر سنة ست وسبع وثلاثين وأربعمائة، وسمع منه أيضاً الغَيْلانيَّات وهي أحد عشر جزءاً، ومن أبي محمد الحسين ابن المقتدر، وأبي القاسم التَّنُوخي، وأبي الطيب الطبري، وآخرين، وأملى مجالس بانتقاء ابن ناصرٍ له. قرأ عليه المسند.
وسمعه منه حفّاظ العصر وأئمته، منهم أبو الفضل بن ناصر، قرأه عليه مراراً، وأبو طاهر السّلَفِي وأبو العلاء الهَمْداني، وأبو القاسم بن عساكر،