3922 - حدَّثنا أبو داود السِّجزي (?)، حدَّثنا النُّفَيلِي، وعُثْمَان ابن أبي شَيْبَة، وهِشام بن عمَّار، وسُليمان بن عبد الرحمن، قالوا: حدَّثنا حاتِم بن إسمَاعيل (?)، ح.
-[86]- وحدَّثنا محمد بن حيَّويه، حدَّثنا إسحاق (?)، حدَّثنا حاتِم، ح.
وحدَّثنا أبو عُمر عبد الحميدِ بن محمد بن المُستَام، حدَّثنا أبو جعفر عبد الله بن محمد النُّفَيلِي، حدَّثنا حاتِم بن إسماعيل المَدنِي، حدَّثنا جَعْفَر ابن محمد، عن أبِيه قال: دخَلْنَا على جابِر بن عبد الله، فلمَّا انْتَهَيْنَا إليه سأَلَ عن القومَ حتَّى انتَهَى إليَّ، فقلتُ: أنَا محمد بن عليّ بن حُسين، فأهْوَى بِيَدِه إِلَى رَأْسِي، فقلتُ له: أخبرْني عن حَجَّةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكرَ صدْرًا من الحديثِ قالَ فيه: فلمَّا كانَ يوم التَّروية ووجَّهوا إلى مِنَى أهَلُّوا بِالحجِّ، وركِبَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلى بِمَنىً الظُّهرَ والعصرَ، والمَغْرِبَ والعِشاءَ والصُّبحَ، ثُمَّ مكثَ قليلًا حتَّى إذا طلعَت الشَّمسُ أمرَ بِقُبَّةٍ لَه منْ شَعْرٍ، فَضُرِبَتْ له بِنَمِرَه (?)، فسَارَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا تَشُكُّ قُريشٌ أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندَ المَشْعَرِ الحَرَامِ بِالمُزْدَلِفَةِ كمَا كانتْ قريشٌ تصنعُ في الجاهِلِيَّة، فأجازَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتَّى أتى عرفةَ فوجدَ القُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ بِنَمِرَة فنَزَلَ بِهَا، حتَّى إذَا زاغَتِ الشَّمسُ أمرَ بِالقَصْوَاءِ (?) فَرُحِلَتْ له فَرَكِبَ، حتَّى أتَى بطْنَ الوادي
-[87]- فخطبَ النَّاسَ فقال: "إنَّ دِمَاءَكُم وأموالَكُم عليكُم حرامٌ كَحُرْمَةِ يومِكُم هذا، في شَهْرِكُم هذا، في بلدِكم هذا، ألاَ وإنَّ كُلَّ شيءٍ من أمرِ الجَاهِلِيَّةِ موضوعٌ تحتَ قدَمَيَّ هاتينِ، ودمَاءُ الجَاهِلِيَّةِ موضُوعَة، وأوَّلُ دمٍ أضعُ دَمَ ابنَ ربيعَة بن الحارِثِ كانَ مُسْتَرْضَعًا في بَنِي سَعْدٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ، ورِبَا الجَاهِلِيةِ مَوْضُوعٌ، وأوَّلُ رِبًا أضَعُ رِبَا عبَّاسِ بن عبد المُطَّلِبِ فإنَّه مَوْضُوعٌ كُلُّه، اتَّقُوا الله في النِّسَاءِ، فإنكُم أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأمانةِ الله، واسْتَحْلَلْتُم فُروجَهُنَّ بِكَلِمَةِ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى، وإنَّ لَكُم عَلَيْهِنَّ ألَّا يُوْطِئْنَ فُرُشَكُم أحدًا تَكْرَهُونَه، فإنْ فَعَلْنَ فَاضْرِبُوهُن غَيْرَ مُبَرِّحٍ، ولَهُن عليكُم نَفَقَتُهُن كسْوَتُهُن بِالمَعْرُوفِ، وإنِّي قَدْ تَرَكْتُ فيكُم مَا (لَنْ) (?) تَضِلُّوا بعدَهُ إن اعْتَصَمْتُم بِه كتابَ الله، وأنْتُم مسئُولُون
-[88]- عَنِّي فَمَا أَنْتُم قَائِلُون؟ " قالوا: نَشْهَدُ أنَّك بَلَّغْتَ وأَدَّيْتَ ونَصَحْتَ، فقالَ بإصْبَعِه السَّبَّابة يَرْفَعُها إلَى السَّمَاء ويَنْكُبُها (?) إِلى النَّاس: "اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ" ثُمَّ أذَّنَ فأقَامَ فصلَّى الظهْرَ، ثُمَّ أقامَ فصلَّى العَصْرَ لَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُما شيئًا، ثُمَّ رَكِبَ القَصْوَاءَ حتَّى أتَى المَوْقِفَ فجَعَلَ بطْنَ نَاقَتِه القَصْوَاءِ إلى الصَّخَراتِ (?)، وجعلَ جَبَلَ المُشَاةِ بين يديه واستَقْبَلَ القِبْلَةِ، فلَمْ يَزَلْ واقِفًا حتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ وذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلًا حينَ غَابَ القُرْصُ، وأرْدَفَ أسامة خلْفَه، فَدَفَع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقدْ شَنَقَ (?) القصواءَ الزِّمامُ، حتَّى إنَّ رأسَها
-[89]- ليُصِيبُ مَوْرِكَ (?) رَحْلِه ويقُولُ بِيَدِهِ هَذِهِ: "السَّكِيْنَةُ أيُّهَا النَّاس" (?).