هذه المحاسن ... ثم ذكر جواهر الغرب ومعادنه وبين مواطنها وأن الزمرد الذي بجهة مصر أفضل- حرصا منه على العدل والإنصاف بين المشرق والمغرب، ومع ثبوت المحاسن للشرق فما يسلب ابن فضل الله العمري من المغرب حلله، ولا ينقصه حقه ولا يدعي ما ليس له ... فذكر في أيامه في المغرب ملكا صب على الكفار، يدرأ في نحورهم ويجاهد في سبيل الله من جاوره منهم برا وبحرا، والغرب هو أحد جناحي الأرض وبه من كرائم الخيل والمعادن، ويقذف بحره الحيتان ... وفيه من العقاقير النافعة، وفيه الكتان المعدوم المثيل إن صح أن مصر في القسم الغربي.. وذكر أنه سيورد في كل موضع ما يليق به، ويذكر في خصائص كل أرض ما بها، ولا ينكر أن بالغرب سادة أجلاء وأئمة فضلاء من ذوي العلم والحكمة.. ومنهم الصلحاء الأفراد، وفيهم بقايا المسكة في الدين والتشدد في الحق، وأثنى على الأندلس زمان بني أمية، وملوك الطوائف بعدهم.. لكن الدهر شتت جمعهم (وطمس آثارهم، وبدّلهم بعبّاد الصليب والكنائس بالمساجد والمذابح بالمحاريب، والله يؤيد من يقوم لاسترجاع هذه الضالة، وانتزاع هذه الأخيذة، إنه على ما يشاء قدير..) . وفي الغرب (من شجعان الرجال ممن لا يقص بهم للغرب جناح، ولا يقصر طماح، وإن لم يكن كالشرق في اليسار، ولا هو من الطائر قادمته اليمين، فهو قادمته اليسار) بهذه العبارة ختم الفصل الأول من هذا النوع.

وأما الفصل الثاني: الإنصاف بين المشرق والمغرب على حكم التحقيق، فقد فصل القول فيما أجمله في الفصل الأول، وافتتحه ببيان حدود المشرق والمغرب، معتمدا على ما ذكره ابن سعيد المغربي في كتابه الجغرافية، ورأى أن ابن سعيد قد تعصب غاية التعصب للغرب، في كتابه (المغرب في حلى المغرب) ، واستعان ابن فضل الله العمري بما ذكره ابن سعيد في كتابه (المشرق في حلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015