[الجزء الثانى والعشرون]

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على من لا نبي من بعده، وعلى آله وصحبه وحزبه وجنده.

أما بعد فهذا هو الجزء الثاني والعشرون من كتاب (مسالك الأبصار في ممالك الأمصار) الذي ألفه القاضي شهاب الدين أحمد بن يحيى المعروف بابن فضل الله العمري المتوفى سنة 749 هـ، ليكمل به صورة المعرفة الإنسانية كما تبدت لمثقفي عصره، جغرافية وتاريخا ومجتمعا وطبيعة. وقد اختص هذا الجزء بالبحث في أنواع النباتات والمعادن والأحجار التي وجدت على الأرض، من حيث أسماؤها وصفاتها وأماكن وجودها وخواصها وما إلى ذلك من شؤون.

اعتمد ابن فضل الله في تأليفه هذا الجزء على كتابين اثنين، هما:

1- الجامع لمفردات الأدوية والأغذية. تأليف ضياء الدين عبد الله بن أحمد المالقي النباتي المعروف بابن البيطار، المتوفى سنة 646 هـ، ويقع الكتاب في أربعة أجزاء، ويمثل موسوعة ضخمة ضمت آلاف المواد الخاصة بالنبات والأحجار مما كان يدخل في نطاق الطب.

2- عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات. تأليف القاضي زكريا بن محمد ابن محمود القزويني الأنصاري، المتوفى سنة 682 هـ.

ولنا أن نلاحظ أن ابن فضل الله العمري لم يلزم نفسه بالأخذ بجميع ما ورد في هذين الكتابين من مواد مختلفة، وإنما انتقى ما شاء له أن ينتقي من هذه المواد، على وفق ما رآه مهما منها. ورتب كلا مما انتقاه من مواد نباتية أو أحجار على حروف الهجاء.

كما أنه اختصر المادة التي انتقاها، غير ملزم نفسه بضوابط محددة في هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015