يحجها النصارى من أقطار الأرض وأعماق البحر.
وإلى جانب القدس مدينة نابلس [1] محسوبة من الأرض المقدسة، وداخلة في حدودها وإلى طورها حج السامرة وهم طائفة من اليهود [2] ينتمي أئمتها «1» إلى بنوة هارون عليه السلام.
فالقدس الشريف معظم عند جميع «2» المسلمين واليهود والنصارى، ومكان زيارة لهم أجمعين، وإنما اختلافهم في أماكن الزيارة منه، وما نبهنا على هذا إلا لما فيه من الفائدة لإطباق الجميع على تعظيمه وقصده بالزيارة.
وأما الحرمان الشريفان مكة [3] والمدينة [4] زادهما الله جلالة وتعظيما، فهما من الحجاز ولم يزل أمراء المدينة الشريفة مترامين إلى صاحب مصر في غالب أوقاتهم، ومعظم أيامهم إلا القليل النادر، فإنه ربما عصى بعضهم، ومع هذا لا يترامى إلى سواه «3» . وأما أمراء مكة المعظمة فقد كان منهم من يسر حوافي من