فلم يستجز أن يظهر، ثم بسط «1» جبينه، وبسط يمينه للبديهة، نفسا دون أن كتب، فقال: أنت وذاك؛ واقترح علينا أن نقول على وزن قول أبي الطّيّب المتنبّي، حيث يقول «2» : [الكامل]

أرق على أرق ومثلي يأرق ... وجوى يزيد وعبرة تترقرق

وابتدر أبو بكر أيده الله إلى الإجازة، ولم يزل إلى الغايات سباقا، فقال «3» : [الكامل]

وإذا ابتدهت بديهة يا سيدي ... فأراك عند بديهتي تتقلق

وإذا قرضت الشعر في ميدانه ... لا شك أنّك يا أخي تتشقق

إني إذا قلت البديهة قلتها ... عجلا وطبعك عند طبعي يرفق

مالي أراك ولست مثلي عندها ... متموّها بالتّرهات تمخرق

إني أجيز على البديهة مثل ما ... تريانه وإذا نطقت أصدّق

لو كنت من صخر أصمّ لها له ... [منّي] البديهة واغتدى يتفلّق

أو كنت ليثا في البديهة قادرا ... لرئيت يا مسكين دوني تبرق

«4»

وبديهة قد قلتها متنفسا ... فقل الذي قد قلت يا ذا الأخرق

ثم وقف يعتذر، ويقول: إن هذا كما يجيء لا كما يجب؛ فقلت: قبل الله عذرك، لكنّي أراك بين قواف مكروهة، وقافات خشنة؛ كلّ قاف كجبل قاف، منها: تتقلق وتتشقّق وتفلّق وتمخرق وتبرق وتسرق وأحمق وأخرق، إلى أشياء لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015