خضما، وحثثناه على الأخذ بكتاب الله تعالى من قوله: وَالصُّلْحُ خَيْرٌ

«1»

وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها

«2» وأنشدناه قول الأول: [البسيط]

السّلم تأخذ منها ما رضيت به ... والحرب يكفيك من أنفاسها جرع

وقلنا له «3» : [الوافر]

نصحتك فالتمس يا ويك غيري ... طعاما إنّ لحمي كان مرّا

ألم يبلغك ما فعلت ظباه ... بكا ظمة غداة لقيت عمرا

وجعل الشّيطان يثقل بذلك أجفان طرفه، ويقيم به شعرات أنفه «3» : [الوافر]

وحتّى ظنّ أنّ الغشّ نصحي ... وخالفني كأنّي قلت هجرا

واتّفق أنّ السيد أبا علي- أدام الله عزه- نشط للجمع بيني وبينه، فدعاني فأجبت، ثم عرض عليّ حضور أبي بكر، فطلبت ذلك، وقلت: هذه عدة لم أزل أستنجزها، وفرصة لا أزال أنتهزها؛ فتجشم السيد أبو الحسين، فكاتبه يستدعيه؛ واعتذر أبو بكر بعذر في التأخر، فقلت: لا ولا كرامة للدّهر أن نقعد تحت ضيمه، أو نقبل خسف ظلمه، ولا عزازة للعوائق أن تضيعنا ولا نضيعها، أو تعنينا ولا ندفعها؛ وكاتبته أنا أشحذ عزيمته على البدار، وألوي رأيه عن الاعتذار، وأعرّفه ما فيّ من ظنون تشتبه، وتهم تتجه، وتقادير تختلف، واعتقادات تخلف، وقدنا إليه مركوبا، لنكون قد ألزمنا الحج وأعطينا الرّاحلة، فجاءنا في طبقة أفّ وعدد تفّ: [السريع]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015