جمعه هذه المخطوطة النفيسة (مسالك الأبصار في ممالك الأمصار) ، حيث جمعها من عدة مراكز ومكتبات مخطوطية سواء في تركيا أو مصر، أو في الشام أو في اليمن والمغرب إلى غير ما امتدت إليه يده ووصلت إليه همته في جمع نفائس المخطوطات ليقدمها إلى العالم على شكل مصورات هي أقرب في تصويرها إلى الشكل الأصلي المخطوط فجزاه الله خير الجزاء على صنيعه الحسن.

ثم وفق سبحانه وتعالى المجمع الثقافي في أبو ظبي إلى حمل أعباء نشر هذا الكتاب" أعني مسالك الأبصار" وغيره من تراث الأمة، ليقدمه إلى أجيال اليوم من أبناء هذه الأمة ليستفيدوا من علم أمتهم الذي تركوه لهم على أطباق من ذهب أفنوا في ذلك أعمارهم ابتغاء وجه الله تعالى، ومساهمة في بناء الحضارة الإنسانية، ليثبتوا في وقت وزمان أن الأمة العربية الإسلامية أمة علم وحضاره وبناء وتقدم ونهضة وإنسانية، لا كما يزعم أعداؤها من الشرق والغرب أنهم دعاة إرهاب ودمار وحرب وسفك دماء..!!.

ومن هذه السلسلة الذهبية الجزء التاسع من" مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" الذي بين أيدينا اليوم، وفيه ترجم العلامة ابن فضل الله العمري رحمه الله تعالى لما يزيد عن اثنين وتسعين ومائة طبيب من أطباء الشرق والغرب، والهند، ومصر، والشام، وغيرهم، ذكر فيه ترجمة لكل واحد منهم بشكل أطنب فيه أحيانا، وأوجز أحيانا أخرى، وفق شهرة المترجم له، ومنزلته بين أقرانه، ورتبته في علمه وفنه، واختصاصه، وأدبه. وفي هؤلاء الأطباء الشعراء والحكماء والفلاسفة، وأهل الاجتماع، فذكر في ترجمة الكثير منهم ما لهم من أشعار ووصايا جامعة نافعة، في الطب والحكمة، وأقوال مأثورة سارت بها الركبان، وأدوية وأغذية جربها أولئك الأعلام ووصفوها لمرضاهم فكانت لهم البلسم الناجع، والدواء النافع، ولم يترك رحمه الله تعالى في ترجمة كل واحد ما وقع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015